مقامات القرنی

عائض القرنی d. 1450 AH
16

مقامات القرنی

مقامات القرني

ژانرها

أبواب كل مملك قد أوصدت يا من له كل الخلائق تصمد

ورأيت بابك واسعا لا يوصد

أقلام العلماء ، تكتب فيه الثناء ، صباح مساء ، الرماح في ساحة الجهاد ، والسيوف الحداد ، ترفع اسمه على رؤوس الأشهاد ، جل عن الأنداد والأضداد .

للمساجد دوي بذكره ، للطيور تغريد بشكره ، وللملائكة نزول بأمره ، حارت الأفكار في علو قدره ، وتمام قهره .

من أجلك هاجر أبو بكر الصديق وترك عياله ، ولمرضاتك أنفق أمواله وأعماله ، وفي محبتك قتل الفاروق ومزق ، وفي سبيلك دمه تدفق ، ومن خشيتك دمعه ترقرق . ودفع عثمان أمواله لترضى ، فما ترك مالا ولا أرضا ، جعلها عندك قرضا . وقدم علي رأسه لمرضاتك في المسجد وهو يتهجد ، وفي بيتك يتعبد فما تردد .

أرواحنا يا رب فوق أكفنا

لم نخش طاغوتا يحاربنا ولو

كنا نرى الأصنام من ذهب

نرجو ثوابك مغنما وجوارا

نصب المنايا حولنا أسوارا

فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا

تفردت بالبقاء ، وكتبت على غيرك الفناء ، لك العزة والكبرياء ، ولك أجل الصفات وأحسن الأسماء . أنت عالم الغيب ، البريء من كل عيب ، تكتب المقدور ، وتعلم ما في الصدور ، وتبعثر ما في القبور ، وأنت الحاكم يوم النشور . ملكك عظيم ، جنابك كريم ، نهجك قويم ، أخذك أليم ، وأنت الرحيم الحليم الكريم .

من الذي سألك فما أعطيته ، والذي دعاك فما لبيته ، ومن الذي استنصرك فما نصرته ، ومن الذي حاربك فما خذلته . لا عيب في أسمائك لأنها حسنى ، لا نقص في صفاتك لأنها عليا . حي لا تموت ، حاضر لا تفوت ، لا تحتاج إلى القوت ، لك الكبرياء والجبروت ، والعزة والملكوت .

لو أن أنفاس العباد قصائد

ما أدركت ما تستحق وقصرت

حفلت بمدحك في جلال علاكا

عن مجدك الأسما وحسن سناكا

كسرت ظهور الأكاسرة ، قصرت آمال القياصرة ، هدمت معاقل الجبابرة ، وأرديتهم في الحافرة . من أطاعك أكرمته ، من خالفك أدبته ، من عاداك سحقته ، من نادك محقته ، من صادك مزقته .

صفحه ۹