مقامات القرنی

عائض القرنی d. 1450 AH
112

مقامات القرنی

مقامات القرني

ژانرها

ولا تذكرت مغناكم وأرضكموا إلا توقد جمر الشوق في خلدي

إلا كأن فؤادي طار من جسدي

اسمه التواب ، ولو لم تذنب لما عرف هذا الوصف في الكتاب ، لأن الوصف لابد له من فعل حتى يوصف بالصواب . ما تدري بالذنب ، محى العجب ، وبالاستغفار حصل الانكسار ، لكأس الاستكبار ، وصار الانحدار ، لجدار الإصرار .

لا تصر ، بل اعترف وقر ، فإن طعم الدواء مر ، وسوف تجد ما يسر ولا يضر ، واحذر الشيطان فإنه يغر .

اطرق الباب فإنا فاتحون

لا تغيرك على الصحب الظنون

الاعتراف بالاقتراف ، طبيعة الأشراف ، قف بالباب ، وقل : أذنبنا ، وطف بتلك الديار وقل : تبنا ، وارفع يديك وقل : أنبنا ، { أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم } ، سبحان من يغفر الذنب لمن أخطأ ، ويقبل التوبة ممن أبطأ .

التوبة تجب ما قبلها ، وتعم بركتها أهلها . يقول عليه الصلاة والسلام (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) ، وهذا قول يجب أن نقبله ، فهنيئا لمن تاب وأناب ، قبل أن يغلق الباب . التائب سريع الرجعة ، غزير الدمعة ، منكسر الفؤاد ، لرب العباد ، دائم الإنصات ، كثير الإخبات .

للتائب فرحتان ودمعتان وبسمتان .

فرحة يوم ترك الذنب ، والأخرى إذا لقي الرب ، ودمعة إذا ذكر ما مضى ، والثانية إذا تأمل كيف ذهب عمره وانقضى ، وبسمة يوم ذكر فضل الله عليه بالتوبة ، وهي أجل نعمة ، والأخرى يوم صرف عنه الذنب وهو أفظع نقمة .

بشرى لمن عفر جبينه ، وأشعل في قلبه أنينه ، وأضرم بالشوق حنينه ،التائب تبدل سيئاته حسنات ، لأن ما فات مات ، والصالحات تمحو الخطيئات .

صفحه ۱۲