============================================================
الفن الثاني: فرق أمل القبلة ثم خرج نافع بن الأزرق الحنفيي أبو راشد، وهو أول من أبدع فيهم قولا اختلفوا فيه مخالفة عند ذلك، [واعطية بن الأسود الحنفي، ونجدة بن عامر وأبو فديك وقصدوا لليمامة، وقد خرج بها أبو طالب، بويع على آنهم متى وجدوا خيرا منه خلعوه وبايعوا الأفضل، ثم بايعوا نجدة واستفحل أمره، وكان مبايعتهم إياه مبايعة صحيحة على خلاف ما بويع عليه أبو طالب، فما زال يسألهم إلى أن نقم عليه أصحابه ما سنبينه إن شاء الله.
فكان أول من فارقه خيي بن وائل ثم رجع إليه، ثم فارقه عطية بن الأسود فخرج إلى عمان مغاضبا له ثم اختلف على نجدة أصحابه فخلع، وجعل الخيار إليه فاختار أبا فديك، ثم أنفذ أبو فديك إليه من قتله. وبعث عبذ الملك عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي تيم قريش إلى أبي فديك وقد غلظ أمزه، وكثف جمعق فقتله بعذ حرب شديدة في أتام متوالية، وانهزمت الخوارخج فصاروا إلى المشقر، فأنفذ عمز من حاصرهم، فنزلوا على حكمه، فقتل الموالي، واستحيا العرب، وقتل أبو فديك سنة أربع وسبعين.
ومضى عطية إلى سجشتان فاجتمع له أصحاب غلب عليها، ثم قصد قندابيل فأنفذ المهلب إليه من قتله.
وكان الذي نقم أصحاب نجدة عليه أن حيي بن وائل أشار عليه بقتل من متابعهم من المكرهين، وانتهزه نجدة، ونقم عليه عطية أنه أنفذ في غزو البر وغزو البحر، ففضل من أنفذه في غزو البر. ونقم عليه أصحابه عند اختلافهم عليه أنه عطل حد الخمر، وقسم الفيء، فأعطى مالك بن مسمع وأصحابة، وحكم بالشفاعة، وكاتب عبد الملك بن مروان فأعطاه الرضا، واشترى ابنة
صفحه ۱۲۳