43

Maqalat fi Kalimat

مقالات في كلمات

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

محل انتشار

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

الإسلام والمرأة (٢) وجعل الرسول ﷺ مقياس خلق الرجل ومعيار ما فيه من الخير معاملته لأهله، فكلما كانت معاملته لأهله أحسن، كان أفضل في نظر الإسلام. قال: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم». وقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي». وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب ﵁ يشكو إليه زوجته، فوجد زوجة عمر (عمر الشديد المخيف ...) تستطيل عليه بلسانها، فرجع. فرآه عمر فناداه، فقال له: "يا أمير المؤمنين، جئت أشكو إليك امرأتي، فوجدت عندك مثل الذي أشكو منه! ". فقال عمر: "احتملتها لحقوقٍ لها عليّ". واحتقارُ المرأة، ومعاملتها بالشدة، والترفع عليها، ودخول البيت بوجه عابس باسر، وإدارته إدارة عرفية ظالمة، ومخاطبة المرأة بمثل «الإيعازات» العسكرية ... كل هذا ليس من صفات المسلم. وكان الرسول ﷺ هينًا لينًا في بيته، يمازح أهله، ويحدث نساءه (وقد سمعتم في حديث عائشة -في الإذاعة- طرفًا من ذلك). ولكن ليس معنى هذا أن يكون الرجل ضعيفًا في بيته حتى تسيّره امرأته وتستهين به ولا تسمع له أمرًا ولا نهيًا. لا، وعليه أن يكون لطيفًا في غير ضعف، لطيفًا في الأمور العادية، فإذا كان في الأمر مخالفة للشريعة والأخلاق

1 / 46