============================================================
وإلى هذه الحقيقة الجلية أشار الإمام تاج الدين السبكي بقؤله: "الحتفية والشافعية والسمالكية وفضلاء الحتنابلة - ولله الحمد - يد واحدة كلهم على رأي أفل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري الله، لا يحيد عنها إلا رعاع(1) من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الاغتزال، ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله السمالكية فلم نر مالكتا إلا أشعريا عقيدة"(2).
وتعتبر البلاد التونسية بوصفها على مذهب السادة المالكية في الفروع من البلدان التي برئت بفضل الله تعالى من تسرب الفتن الاغتقادية إليها، فحفظت من الانقسام والتفرق والطائفية، وبقيت متمسكة بمذهب أهل التنة السنية، فلم ير فيها من العلماء إلا أشعريا عقيدة، واستمر استنتاج الإمام التاج السبكي منطبقا على أعلامها إلى عصرنا هذا ولله الحمد والفضل فصل ولعل من أبرز أشباب ذلك التوافق التونسي مع العقيدة الأشعرية أسبقية علماء القيروان في تقرير القواعد العقدية السنية التي نصرها فيما بعد الإمام أبو الحسن الأشعري (ت 327ها، وذلك ببركة قرب سندهم الديني بامام دار (1) رعاع الناس: سقاطهم وسفليهم. (لسان العرب، مادة: رعع) (2) معيد النعم ومبيد النقم (ص 75)
صفحه ۷