============================================================
السنة، وككون الذبيح إسماعيل أو إسحاق، فهذا يصح إثباته بالدلائل الظنية؛ إذ لا يلزم من تحصله بها إخلال بواجب (1).
* وقال العلامة ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون (ت808 ه) في المقدمة: إن القرآن ورد فيه وصف المعبود بالتنزيه المطلق الظاهر الدلالة من غير تأويل في آي كثيرة، وهي سلوب كلها، وصريحة في بابها، فوجب الايمان بها، ووقع في كلام الشارع - صلوات الله عليه - وكلام الصحابة والتابعين تفسيرها على ظاهرها. ثم وردت في القرآن آي أخرى قليلة توهم التشبيه مرة في الذات وأخرى في الصفات، فأما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضوح دلالتها، وعلموا استحالة التشبيه، وقضوا بأن الآيات من كلام الله، فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل، وهذا معنى قول الكثير منهم: أمروها كما جاءت، أي: آمنوا بأنها من عند الله، ولاتتعرضوا لتأويلها ولا تغييرها لجواز ان تكون ابتلاء فيجب الوقف والأذعان له.
وشذ لعصرهم مبتدعة اتبعوا ما تشابه من الآيات وتوغلوا في التشبيه، ففريق شبهوا في الذات باعتقاد اليد والقدم والوجه عملا بظواهر وردت بذلك، فوقعوا في التجسيم الصريح ومخالفة آي التنزيه المطلق التي هي أكثر موارد وأوضح دلالة؛ لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار، وتغليب آيات (1) تقييد البسيلي (مخطوط جزائري /ق288/ ب)
صفحه ۳۸