============================================================
لا مكان" ينفي المكان، فهذا "نعم" "لا". فقيل له: فكيف كان ربنا إذ لا مكان؟
قال: السؤال صحيح، ثم أجابه بأنه الآن على ما عليه كان ولا مكان"(1) .
* قال الإمام مكي بن أبي طالب القيرواني(2) (ت 437) في تفسير قوله تعالى: ثم اشتوى إلى السماء} [البقرة: 29) : واختار الطبري وغيره أن يكون أستوي بمعنى "علا" على المفهوم في لسان العرب، وليس "علا" في هذا المعنى أنه تعالى علا من سفل كان فيه إلى علو، ولا هو علو انتقال من مكان إلى مكان، ولا علو بحركة، تعالى ربنا عن ذلك كله، لا يجوز آن يوصف بشيء من ذلك لأنها صفات توجب الحدوث للموصوف بها، والله - جل ذكره - أول بلا (1) راجع طبقات علماء إفريقية، (ص 199 والتعليق) (2) هو الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المولود بالقيروان في 355ه والمتوفى في 437 ه) بدأ مسيرته العلمية بالقيروان عن شيوخ أبرزهم الإمام ابن أبي زيد القيرواني، ورحل إلى مصر سنة 368 ه وعمره 13 سنة ودرس علوم الحساب والآداب مدة ست سنوات، ثم رجع إلى القيروان سنة *37 ه واستكمل علوم القرآن والقراءةه ثم عاد إلى مصر ثانية سنة 377ه وحج إلى بيت الله الحرام وابتدأ بعلم القراءات سنة 328 هإلى سنة 379ه ثم رجع إلى القيروان وحفظ القرآن ورحل إلى مصر ثالثة سنة 382، ثم عاد سنة 383 هوأقام مقريا ومدرسا وعمره 28 سنة، ثم رجع إلى مكة سنة 387 همقيما إلى سنة 395 ه سمع خلالها من اكابر علماء مكة، وحج أربع مرات متوالية، ثم عاد إلى بلده القيروان سنة 392 همرورا بمصر راجع ترجمته في معجم الأدباء (ج19/ ص 167)، ترتيب المذارك (ج8/ ص 13)، سير أعلام النبلاء (ج 17/ ص59)
صفحه ۲۵