============================================================
أنه إله موضوف بما يليق به، منزه عما لا يليق به ليس كمئلهء شح*} (الشورى: 11) قادر أن يخلق مثل تلك القوة في العين، فيرى كما تليق الرؤية به سبحانه(1) .
وكلام أهل السنة في تنزيه الله تعالى عن الجهات والأمكنة وعن لوازم الجسمية أكثر من أن يحصى، وإنما اقتصرت على ذكر بعضه خشية الإطالة، ومن أراد التوسع فعليه بمراجعة كتاب "تنزيه الحق المعبود عن الجهة والحدود" تأليف الفاضل عبد العزيز عبد الجبار الحاضري، ولاكتاب أهل السنة الأشاعرة" تأليف الفاضلين حمد السنان، وفوزي العنجري. وكلا الكتابين بتقريظ ثلة من أفضال علماء أهل السنة في عصرنا.
فصل ورجوعا إلى المقصود من هذه الرسالة، فإن لعلماء أهل السنة الأشاعرة في تونس فضلا كبيرا في الدفاع عن عقائد الإسلام دفاعا متواصلا على مر الأزمان، خصوصأ في مقام تنزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها.
لكن جهودهم في ذلك لم تجمع من قبل في مكان واحد، بل إن أكثر مؤلفاتهم العقدية إما في عداد المفقود أو المخطوط نادر الوجود وقد يسر الله ع الوقوف على بعضها، ووفق بفضله وكرمه لجمعها، وفيما يلي آبرزها.
قيل للإمام سعيد بن المحداد (ت 302ه): يا أبا عشمان! أين كان رئنا إذ لا مكان؟ فقال: السؤال محال لأن قولك: "أين كان؟" يقتضي المكان، وقولك: "إذ (1) الجنة في عقيدة أهل السنة، ص 62
صفحه ۲۴