لأن القول بأن الأمور التى تحيط بنا من الخارج، اذا كانت كلها متشابهة، فليس نخلو من أحد أمرين، اما أن نختار ما تدعونا اليه تلك الأمور بأعيانها أو 〈أن〉 يكون فعل ما يفعل بلا سبب، غير واجب، اذ كان كون شىء من الأشياء بلا سبب ممتنع؛ وكان القول بأنه اذا كانت الأمور التى تحيط بنا من خارج متشابهة، كان اختيارنا لما تدعونا اليه تلك الأمور بأعيانها يبين [أن] القول بأن الأمور التى من خارج أسباب بالحقيقة لأفعالنا ليس صحيح.
وذلك أنه 〈ليس〉 من الضرورة، اذا كانت الأمور التى من خارج كلها متفقة، 〈أن〉 يختار الانسان أبدا أشياء متفقة، ولا يكون الفعل بلا سبب. وذلك أن الانسان اذا كان فيه سبب هذا الفعل، أعنى الاقتدار على أن يروى فى الأشياء 〈التى تحيط به من خارج〉، ففيه الاقتدار على أن لا يختار من أشياء متشابهة 〈أشياء متشابهة〉. وهذا الذى يقوله ليس أنه يضعه وضعا بغير قياس، ولا هو مصادرة يصادر عليها.
صفحه ۲۰۱