وذلك أنه لو لم تتحرك على هذا الفلك بل كانت تتحرك على بعض الدوائر المتوازية، لما كان يكون عند ذلك لا الصيف ولا الشتاء ولا تغير آخر من التغيرات، بل كان يكون نظام أوقات السنة نظاما واحدا بعينه، من قبل أن بعد الشمس من الناس أجمعين دائما بالتساوى، وكانت تتحرك أما عند قوم ما فعلى سمت رؤوسها دائما (واذا كان لها هذا النظام ، كانت تكون لهؤلاء القوم سببا للصيف) وأما عند قوم ما، فاذا كان يكون بعدها عنهم أكثر، كانت تكون لهم سببا للشتاء.
فأما أن هذه الأشياء لو كانت تكون على هذه الجهة، لما كان يمكن أن يسلم شىء مما هاهنا. فذلك واضح بين لجميع الناس، اذا كان الأمر فى أن تغيرات أوقات السنة المنتظمة بعضها الى بعض هى نافعة فى كون الأشياء التى هاهنا وسلامتها بينا ظاهرا.
صفحه ۴۳