وذلك أن الموتانات وما يعرض للزروع من اليرقانات والحرق والبرد وشقاء تحت الخيار من الناس وسعادة تحت اخسائهم وما أشبه ذلك هى كافية فى اظهار كذب هذا الرأى وبطلانه. فان الانسان ان هو حمل نفسه وقال ان هذه ليست شرورا، فسيضطره الأمر الى القول بأن أضدادها ليست خيرات. فما الذى يبذل لنا اذى الآلهة، وما الذى يمنعنا أو ما الذى يشير علينا والى ماذا يرشدنا الآلهة والسكينات ومما ذا ينهوننا؟ أما انه غير ممكن أن تكون عناية الله بالكل على هذا النحو وانه لو أمكن ذلك لما كان من اللائق أن يقرن مثل هذه بالله.
فللانسان أن يتبين من مثل هذه الأشياء. ولهذا السبب، متى كان انسان معتزما على أن يخلوعن كل واحد من الرأيين، أعنى الرأى الذى يبطل العناية ابطالا كليا، من قبل أنه رأى كاذب فى جميع الجهات، والرأى الذى يحدث العناية التى الى الأفراد والأوحاد وببعضها على الجزئيات، لأنه غير موافق للأشياء الكائنة ومن قبل أن صاحبه يعتقد فى الله ما ليس هو أهله، واجب فى أمر العناية التمسك برأى خاص مفرد به، عندما يحذر من الكذب الموجود فى كل واحد من ذينك الرأيين، كأنه لا سبيل له الى وجود رأى يحسب ما أرى أصدق وأصح غير الرأى الذى يقول به أرسطوطاليس. وذلك أنا نجد أن هذا الرأى وحده فقط هو الحافظ لما هو أهل للآلهة والموافق للاشياء الظاهرة.
صفحه ۳۱