كان أثر الفقيه شايع ملحوضا ببني زاهر فقد تنور العديد من أبنآئها ومحيت أميتهم ، ووصل الأثر للنساء حيث محيت أمية الكثير منهن بفعل جهود غالية زوجة شائع .. وأفتتح مصلى خاص بالنساء وكتاب (مدرسة) لتعليمهن .. وأخذت آلية التعليم تدور بوتيرة عالية بحيث فتحت فروع (فصول) للتعليم بقرى القبيلة ... ذاعت أخبار شايع وشاعت ... وكان العديد من أفراد قبيلته الأصلية يأتونه مستعينين بخبراته بأمور الشريعة والترافع القضائي ،، وغدى منزله عامرا بالزوار المحتاجين لخدماته وخبرته ،، وقد توجس شيئا من الشيخ مفرح خاصة عقب زواجه من إبنة الشيخ صفوان ... لكن شيئا من تلك المخاوف لم يتحقق ، فقد كانت نظرة الشيخ مفرح لشايخ تختلف .. وتحافظ على الصالح العام ، ولم تكن بالنظرة الأنانية القصيرة ،، وفيما شايع ومعه زوجته وإبنآئه يقومون بتأدية أعمالهم بالتدريس ،، الشيخ مفرح يأتيهم زائرا ،، ومعه كيسا من الذرة وشياه ،، يناولها شايع ،، ثم يقول هذه معونة لك يافقيه ،، وسأقوم بإعطائك المزيد عقب فصل الحصاد ،، ثم يأتي بشاهدين يدعوهما ليشهدا أنه قد ملك شايع قطعة من الأرض والتي كوخه يقوم على جزاء منها ،، ثم يقول لشائع هذه أرضك لك ولإبنائك ،، وهذه وثيقة شرعية مدعومة بالشهود ،، هي لك ياشايع نظير من تقدمه من خدمات جليلة لقبيلتنا ،، حينها أطمئن شايع بأن الشيخ مفرح من معدن أصيل وأن زواجه بأبنة الشيخ صفوان لن تغيره ..... وأخذ شايع يخطط لمستقبل التعليم بالقبيلة وإستمراريته ،، حيث كلف أبنائه بتأهيل المبرزين من التلاميذ ليأخذوا على عاتقهم تعليم الأجيال القادمة ،،، وزوجته تجتهد بتعليم فتيات القرية والقرى المجاورة ،، وغدت قرى بني زاهرا متميزة عن غيرها من قرى الريف ...
صفحه ۶۷