الفقيه شايع - الريفي المتنور " قصة إجتماعية"
08-11-2003
-----------------------
شايع الفتى الأنيق رغم فقره المدقع وعوزه لاتقارق قبوة الكاذي جعدته ، شعررأسه يتدلى على كتفيه يهز رأسه يمينا ويسارا بخفة فتتمايل خصلات شعره ، لم يربطها بعد بعمامة فهو وأقرانه لايحبذون لبسها إلا بعد تجاوز سن العشرين ،، وكشف شعر الراس وتطويله للفتيان عادة سامية أصيلة ،، ويزين الشعر بنباتات عطرية مع قبوة الكاذي وأحيانا بالزهور المحلية ،،
شايع وحيد أمه الأرملة ... يجب على شايع القيام بأكثر من عمل حتى يستطيع سد رمقه وأمه .. ثم تغطية تكاليف مظهره الأنيق اللافت ،،، شايع وجها مألوفا في الحفلات والمناسبات الإجتماعية مجيدا للرقصات المحلية ،، وربما يقدم رقصات أخر إقتبسها من مناطق بعيدة خارج المنطقة ،، ويتفنن بها فيستحق بذلك إعجاب رواد المناسبة ،،، كما أنه يجلب إهتمام الفتيات بمظهره الأنيق .. مما حدى بالأم أن تبحث له عن فتاة لتكون زوجة له ، .. لكن شايع يرفض الإقتران بمن إختارتها أمه ... وتلح الأم المحافظة على إبنها .. ويعدها الإبن أنها ستعرف إختياره قريبا ... كانت الأم تخاف من مغامرة غير محسوبة العواقب ،، كأن يختار إبنها إحدى بنات الشخصيات الإجتماعية المؤثرة من المشائخ والأعيان أو الأثرياء ... وما لبث سوى فترة قصيرة ليعرف أمه بفتاة أحلامه ... إنها إبنة معلم القرية الفقيه (مدرس الكتاب) والمعلم أو الفقيه بدوره ينتمي لطائفة الفقراء كما أنه من طبقة إجتماعية دون مستوى القبيلي ،، الأم تعارض وتبدي رأيها أن الفقيه ليس له نفوذ بالقبيلة وبالتالي سينعكس ذلك الضعف على شايع وأبناه .. وربما سيصبح منبوذا من القبيلة التي ينتسب لها كما يقتضيه العرف الإجتماعي القبلي ،، ويدافع شايع بأن الفقيه هو الوحيد المتنور بالعلم في المنطقة وأن أبنآئه بالتالي سينعمون بالقراة والكتابة .. وسيتمكنون من معرفة علوم وأفكار .. لكن الأم تهزاء بما يقول .. ويجث شايع على ركبتيه أمام أمه متوسلا إليها ألا ترفظ رغبته أو تعارضها ... ويعدها بتحمل كافة المسئوليات والتبعات لكونه تزوج من أسرة دون مستواه القبلي ،، توافق الأم على مضض ..
صفحه ۶۲