وأعود لمحنة الفلسطينيين وأرى أطفال أبرياء أجسادهم ملطخة بالدماء وبعضهم رضيعا لم يترك المهد بعد ... فتنهمر من مقلتي دموعا وأواسي نفسي بالدعاء لهم .. وخلال متابعتي لما ينقل من صور لتلك المأساة الإنسانية ... أرى إخواننا الفلسطنيين يرسمون دائما إشارة النصر !! وهم يلملمون أشلائهم من بين أنقاض منازلهم المهدمة ... والخرائب والأنقاض صور لسكنهم ومنظر يصور بؤسهم .. لكن إشارة النصر ترسم .. فيلتقطها الإعلام المعادي وخاصة إذا ما صاحبها صرخة وتهديد ووعيد فيتم نقلها والتغاضي عن الشيوخ المسحولين والأطفال المخضبين بدمائهم .. والإعلام يتحين الفرص ليصور الفلسطينيين وهم يهتفون بتشنج وصوت عال ثم لايفوت الفرصة الذهبية التي تتوفر له وهي تصوير الأشقاء وهم يطلقون زخات من الرصا ص للهواء ببنادقهم اللتي لم توجه للعدو إلا فيما ندر لأنها لاتسمن ولاتغن من جوع .. لكنها وسيلة إعلامية هامة يركز عليها العدو لإظهار الفلسطينيين كشعب مسلح ... بينما نشاهد القناص الإسرائلي بمترسه خلف مدرعة أو أكياس الرمل وقد أخذ يدقق النظر بمنظار بندقيته الحديثة ثم يطلق الرصاص الحي ويتأكد أنه أصاب به هدفا بشريا ... ولا يصوبه للهواء مطلقا ..
وعقب كل مأساة يكون عزآئنا تنديدا من السيد أنان ..
صفحه ۳۰