ونكس الله رايات الضلال معا
وجاء بالنصر من عرو لمنتصر
وقبل عرو تلاقى القوم في حمك
ففاز فيه جنود الحق بالظفر
وبالحظائر في واديه كان به
حصد الأعاجم حصد اليانع الثمر
ويوم أثلة يوم هال مشهده
والموت يحدوهم من عرصة الهجر
وكم أعوأحصي من وقائعه
بالظالمين أولي الفحشاء والنكر
نيفا وعشرين عاما لم تزل نقما
سيوفه في ذوي الإفساد كالشرر
وفي مواطن للتمحيص قد شهدت
لأهلها بعظم الشأن والظفر
وبالشهادة فيها فاز فائزهم
بأعظم الحظ عند الله والذخر
وكان فيها وفيما بينها عجب
للناظرين أولي الألباب والفكر
كم من خوارق للعادات باهرة
كرامة الله تأتيه على قدر
كالجمع ولوا بلا حرب تفتهم
والأسد مرعوبة ولت من البقر
هذا ولو يوله الدهر الخؤون صفا
ولا رثى للورى من بعد فاعتبر
وقام من بعده من خصه كرما
إلهه بعظيم الفضل والخطر
مؤيد الدين حامي سرحه بضبا
سبط الإمام فتى الصمصامة الذكر
كهف الأنام وغوث المسلمين معا
كلائه لكلى الإسلام والبشر
صفحه ۲۱۰