وقال: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } [التوبة: 6]، وقال: { يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون } [البقرة: 75] وقال: { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } [الشورى: 52]، وقال: { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } [النساء: 171]، وقال: { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } [الحجر: 29]، وقال: { ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } [التحريم:12]، فأخبر أن القرآن كلامه، وروح من أمره، وأن عيسى كلمته وروح منه، وأنه نفخ في آدم من روحه، وكذلك في مريم، ثم أجمل ذلك كله فقال: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك } [آل عمران: 59-60]، فأخبر أن معنى الكلمة والروح خلق من خلقه، وتدبير من أمره، وكذلك القرآن سماه كلامه وروحا من أمره، ومعنى ذلك أنه خلق من خلقه، وتدبير من تدبيره وأمره. وقال: { وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل } [النحل: 101]، وقال: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } [البقرة: 106]، فبهذه الآيات ونحوها خالفنا من زعم أن القرآن ليس بمخلوق، وعلمنا أنه مخلوق محدث وأن الله خالقه.
صفحه ۲۱۰