أخذ أغلب الرجال الموجودين في النزل غرفا ليناموا فيها، ولكن القليل، مثل أندرو مع ابني أخيه جيمس وجون، كانوا يرقدون على الحصر على الأرضية الخشبية للرواق الطويل.
استيقظ أندرو قبل منتصف الليل بقليل لرغبته في التبول. قام ومشى بطول الرواق، وألقى نظرة خاطفة على الولدين ليتأكد من أنهما نائمان، ثم تراجع، وقرر، من باب اللياقة، أن يخرج ويمشي خلف المبنى، حتى الحقل حيث استطاع أن يرى في ضوء القمر أن الخيول نائمة على أقدامها وهي تمضغ الأكل في أحلامها. •••
سمع جيمس وقع أقدام عمه وأغلق عينيه، لكنه لم ينم.
إما أن تكون الطفلة قد سرقت بالفعل هذه المرة، وإما سحبت وجرحت، ويحتمل أن حيوانا ما قد التهم جزءا منها. لم يكن يوجد أي دليل على تورطه في الأمر، ولم يكن من الممكن أن يلام بأي طريقة. قد تلام بيكي جونسون بطريقة ما إذا أقسم أنه قد رآها في الغابة. ستقسم أنها لم تكن هناك، لكنه سيقسم أنها كانت هناك.
لأنهم سيعودون، بالتأكيد. سيضطرون إلى دفن الطفلة إذا وجدوا شيئا منها موجودا، أو حتى إذا لم يجدوا، فسيقومون بعمل مراسم جنازة لها، أليس كذلك؟ وهكذا، فإن ما أراده سيحدث. لكن أمه ستكون في حالة سيئة.
ربما يبيض شعرها فجأة.
وإذا كانت هذه الطريقة هي طريقة والده الحالية في ترتيب الأمور وتنظيمها، فهي أشد قسوة من أي شيء كان يفكر فيه عندما كان لا يزال حيا.
وهل كان أبوه، وهو يرتب له الأمور بهذا الأسلوب العشوائي الذي لا رحمة فيه، سيكترث حتى بأن اللائمة ستلقى على جيمي؟
كذلك، قد ترى والدته أنه متورط بطريقة ما في الأمر، وأن لديه شيئا لم يخبر عنه. يمكن أن تفعل ذلك أحيانا، بالرغم من أنها قد صدقت الكذبة عن بيكي جونسون بسهولة. إذا عرفت، أو حتى شكت في أي شيء قريب من الحقيقة، فستكرهه للأبد.
يمكنه أن يصلي، إذا كانت صلاة الكاذب لها أي قيمة. يمكنه أن يدعو أن يكون قد أخذ الطفلة أحد الهنود، ولو لم تكن بيكي جونسون، وأنها ستربى في معسكر هندي، وتأتي في أحد الأيام إلى باب بيتهم تحاول بيع بعض الحلي الهندية الصغيرة، وستكون جميلة جدا، وستعرفها أمه في الحال وتصرخ فرحة وتبدو بالطريقة التي اعتادت أن تبدو بها قبل وفاة والده.
صفحه نامشخص