189

منظر از صخره قلعه

المنظر من صخرة القلعة

ژانرها

لم يجب أحد الباب الخارجي. كان المنزل والفناء مرتبين. أخذت أنظر حولي إلى أحواض الحوليات الزاهية وزهرة من شجيرة شارون وصبي أسود البشرة يجلس على جذل شجرة وفي يده علم كندي. لم يكن ثمة الكثير من الصبية الصغار السود في أفنية منازل الأهالي كما كان الحال من قبل. ربما كان الأطفال البالغون قاطنو المدن قد حذروهم منهم، وإن كنت لا أعتقد أن أي إهانة عنصرية كانت تصدر عن عمد ووعي. لقد كان الأمر كما لو أن الناس كانوا يشعرون بأن وجود صبي أسود يضيف لمسة من الصخب والسحر.

كان الباب الخارجي مفتوحا على رواق ضيق، فدخلت وقرعت جرس باب المنزل. كان ثمة مساحة كافية للمرور من أمام كرسي ذي مسندين عليه غطاء أفغاني ملون وطاولتين من الخيزران عليهما أصص نباتات.

ما من مجيب حتى الآن، ولكن استطعت أن أسمع صوت إنشاد ديني عاليا داخل المنزل. كانت هناك جوقة تنشد: «إلى الأمام أيها الجنود المسيحيون». وعبر النافذة التي كانت بالباب رأيت المنشدين على شاشة التليفزيون في غرفة داخلية. ورأيت ثيابا زرقاء والعديد من الوجوه المتمايلة على صفحة السماء في وقت الغروب. ترى أهم جوقة المعبد المورموني؟

أخذت أستمع إلى الكلمات التي اعتدت سماعها جميعا قبل ذلك. وفي تقديري أن هؤلاء المنشدين كانوا في نهاية المقطع الغنائي الأول.

فتركت القرع على الجرس حتى يفرغوا.

أعدت المحاولة ثانية، وجاءت السيدة مانرو التي كانت امرأة قصيرة القامة ذات طلة تنم عن البراعة والاقتدار وخصلات شعر مموجة مضغوطة ذات لون بني ضارب إلى الرمادي، وترتدي بلوزة زرقاء مزينة بالأزهار لتلائم بنطالها الأزرق.

أخبرتني أن زوجها يعاني صعوبة شديدة في السمع؛ ومن ثم لن يجدي الحديث معه كثيرا. وكان عائدا للتو من المستشفى قبل بضعة أيام؛ ومن ثم لم يكن يرغب في الحديث، ولم تكن هي ذاتها لديها متسع من الوقت للحديث؛ إذ كانت تتأهب للخروج. كانت ابنتها قادمة من تشيسلي لاصطحابها. كانتا ذاهبتين في نزهة عائلية للاحتفال بعيد زواج والدي زوجها الخمسين.

ولكنها لم تكن لتمانع في إخباري بما تعرفه.

وعلى الرغم من أنها لم تتزوج إلا من داخل العائلة، فلم تكن تعرف الكثير عنهم .

بل إن كلتيهما لم تكن تعرف الكثير على الإطلاق.

صفحه نامشخص