التصنيف الطبيعي: والمرحلة التالية هي أن يحاول المرء تنظيم هذه الثروة الضخمة، فيجمع الحيوانات والنباتات تبعا لما بينها من أوجه الشبه والاختلاف وهذا ما يسمى بالتصنيف، ولقد حاول بعضهم جعل هذا التصنيف طبيعيا (ظهور «التنظيمات الطبيعية
naturae systemata » في القرنين السابع عشر والثامن عشر: كأبحاث لينيه
Linné
وجوسييه
Jussieu
إلخ) ذلك لأنهم كانوا يفترضون أن هناك خطة طبيعية للتصنيف، نظرا لأن الأحياء تتشابه وتختلف وفقا لطريقة منظمة.
وإذن فقد بدأ التاريخ الطبيعي في هذه المرحلة كما لو كان تصنيفا للأحياء أقرب ما يكون إلى الطبيعة. فتفسير كائن حي هو ربطه بنوعه، ثم إدراج هذا النوع تحت جنس أعم، حتى الفروع الرئيسية لمملكة الأحياء. ومعنى ذلك بعبارة أخرى أن التاريخ الطبيعي يفرض على مجموعة الأحياء نسقا من «الأفكار»، وينحصر التفسير في ربط كل كائن حي بفكرة في هذا النسق، وذلك بعينه هو ما أسماه كونت «بالتفسير الميتافيزيقي» إذ إن قوام هذا التفسير الأخير هو أن نحدد سبب وجود ظاهرة ما بأنه فكرة ما، أو بأنه كيان عقلي (تجريد مشخص) على حد تعبيره. (8) مذهب التطور هو تطبيق للمنهج الوضعي على البيولوجيا
في مستهل القرن التاسع عشر، وعلى وجه التحديد في عام 1800م
18
انتقل التاريخ الطبيعي من المرحلة الميتافيزيقية إلى المرحلة الوضعية على يد لامارك
صفحه نامشخص