Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm
منطلقات طالب العلم
ناشر
المكتبة الإسلامية
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
قال الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى ورضى عنه - في سير أعلام النبلاء (١): عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
قلت (أي الذهبي ﵀: علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة، ولا يشعر بها، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد، ولا يبرئ نفسه، بل يعترف ويقول: رحم الله من أهدى إلىَّ عيوبي، ولا يكن معجبًا بنفسه، لا يشعر بعيوبها، بل يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن " أهـ
وما أغلاه من كلام، وصدق من قال: الذهبي ذهبي الكلام، حقًا إنه كلام أغلى من الذهب، فالمخلص إذا اتهم لم يكابر، لم يشمخ بأنفه، ولم تأخذه العزة بالإثم فيقول: أنا .. أنا .. أنا، وإنما يخضع ويذعن، ويخاف ويخشى، ويتهم نفسه، ويسيء الظن بها، ويقول: ويلى، وويل أمي، إنْ لم يرحمني ربى.
وعن الفضيل بن عياض قال: يا مسكين، أنت مسيء وترى أنَّك محسن، وأنت جاهل وترى أنَّك عالم، وتبخل وترى أنَّك كريم، وأحمق وترى أنَّك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
قال الذهبي - رحمه الله تعالى ـ: " قلت: إي والله صدق، وأنت ظالم وترى أنَّك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنَّك متورع، وفاسق وتعتقد أنَّك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنَّك تطلبه لله ". (٢)
_________
(١) سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٩٣)
فائدة: وهذا الكتاب من أفضل كتب التربية بعد كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، ودائمًا ما ننصح طلبة العلم بالنظر فيه، وتتبع أخبار السلف، ومحاولة التأسي بهم،
(٢) سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٤٠).
1 / 99