ويسمي المشرحون هذا الغشاء الطبقة الصلبة. ويفارقها أيضا الغشاء الرقيق فيصير لباسا وغشاء دون الطبقة الصلبة ويسمى الطبقة المشيمية لشبهها بالمشيمة. ويعترض بالعصبة نفسها ويصير منها غشاء دون هذين ويسمى الغشاء الشبكي. ثم يتكون في وسط هذا الغشاء جسم لين رطب في لون الزجاج الذائب يسمى الرطوبة الزجاجية ويتكون في وسط هذا الجسم جسم آخر مستدير إلا أنه في أدنى تفرطح شبيه بالجليد في صفائه ويسمى الرطوبة الجليدية. وتحيط الزجاجية بمقدار النصف من الجليدية. ويعلو النصف الآخر جسم شبيه بنسيج العنكبوت، شديد الصفاء والصقال ويسمى الطبقة العنكبوتية. ثم يعلو هذا جسم سائل في لون بياض البيض ويسمى الرطوبة البيضية. ويعلو الرطوبة البيضية جسم رقيق مخملي الداخل حيث يلي البيضية أملس الخارج ويختلف لونه في الأبدان، فربما كان شديد السواد وربما كان دون ذلك. وفي وسطه حيث يحاذي الجليدية ثقب يتسع ويضيق في حال دون حال بمقدار حاجة الجليدية إلى الضوء. فيضيق عند الضوء الشديد ويتسع في الظلمة. وهذا الثقب هو الحدقة، ويسمى هذا الغشاء الطبقة العنبية. ويعلو هذه الطبقة ويغشاها جسم كثيف صلب صاف يشبه صفحة رقيقة لطيفة من قرن أبيض منحوت. ويسمى القرنية، غير أنها تتلون بلون الطبقة التي تحتها المسماة العنبية كما يلصق وراء جام من زجاج شىء ذو لون فيخيل ذلك المكان من الزجاج بلون ذلك الشيء. ونبات هذه الطبقة من الصلبة. ويعلو هذا ويغشاه لكن لا لكله بل إلى موضع سواد العين جسم أبيض اللون يسمى الملتحم وهو بياض العين ونباته من الجلد المغشى الذي على القحف من خارج. ونبات القرنية من الطبقة الصلبة، ونبات العنبية من الطبقة المشيمية، ونبات العنكبوتية من الطبقة الشبكية.
في هيئة الأنف:
مجرى الأنف إذا علا انقسم قسمين. فيفضي أحدهما إلى أقصى الفم ويمر الآخر صاعدا حتى ينتهي إلى العظم الشبيه بالمصفاة الموضوع في وجه زائدتي الدماغ المشبهتين بحلمتي الثدي. ويكون بهذا المجرى الشم. وبالأول التنفس الجاري على العادة لا الكائن بالفم.
في هيئة الأذن والصماخ:
إن مجرى الأذن في عظم صلب يسمى العظم الحجري وهو كثير التعاريج والعطفات ويمر كذلك إلى أن يلقى العصبة الخامسة النابتة من الدماغ التي بها يكون السمع.
في هيئة اللسان:
صفحه ۶۰