قال الإمام النووي في الأذكار: اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من أهله، ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق على صحته ((إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم)). انتهى.
ففي أي زمان أو مكان، ليلا أو نهارا، فصل أيها المؤمن ما لم تخالف النصوص، مثل الأوقات المكروه الصلاة فيها، أو كثرة الصلاة أمام الناس في المساجد، لما قد يخالج البعض من الرياء أو السمعة أو العجب، فيحرم قطعا وسيحرم فاعله الأجر، ويتحمل الوزر، ويحبط العمل والعياذ بالله السميع العليم، فيجب الانتباه والحرص والمراقبة، وليكن المسلم مع الله سبحانه وتعالى في كل وقت، ففي الحديث القدسي الشريف ((أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني)) وقال تعالى:{وأقم الصلاة لذكري }[طه:14] وقال تعالى:{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون }[البقرة:152] فلا سعادة ولامغنم ولا فوز أحسن من ذكر الله تعالى لعبده المؤمن، قال الله تعالى: {ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون }[العنكبوت:45] وقال: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء }[النمل:62] وقال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }[البقرة:186]، وقال تعالى في صفة عباده المتقين: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون }[الذاريات:17،18].
صفحه ۳۹