58

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

محل انتشار

الرياض

ژانرها

عينُ المنبِّه تُغضي غير مُطْرقةٍ ... وطرْف مطلوبها مُذْ كَانَ وَسْنانُ جَهْلًا تمكَّنَ منهُ حِينَ مَوْلدهُ ... فالنطقُ صاحَ ولبُّ المرءِ سكرانُ لوْ سُقي الحنظل بماء السُّكَّرِ لم يخرج إلا مُرّا. شجر الأثل والصفصاف والحَوْر ونحوها ولوْ دام الماء في عروقها لا تثمر أبدًا .. سحاب الهوى قد طبّق بَيْداء الأكوان وأمطر مشارق الأرض ومغاربها ولكن قيعان قلبك لا تمسك ماءًا ولا تنبت كلأً، ومع هذا فلا تيأس. يا من هبّت على قلبه جنوبُ المجانبة فتكاثفت عليه غيوم الغفلة فأظلم أُفُقُ المعرفة: لا تيأس!، فالشمس تحت الغيم، لوْ تصاعد منك نَفَسُ أسَفٍ استحالت شمالًا فتقطع السحاب فبانت الشمس تحته. رَميْتَ صخرة الهوى على ينبوع الفطنة فاحتبس الماءُ فإن لم تُطق رَفْعَها فانِقب حولها لعل ينابيع الماء تتفجر. عشاق الدنيا بين مقتول ومأسور .. ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (١). يا طالبي العلم! .. قد كتبتم ودرستم فَلَوْ طَلَبَكُم العلمُ في بيت العمل فُلِّسْتُم، وإن ناقشكم الإخلاص أفْلسْتم!.

(١) سورة الأحزاب، من الآية: ٢٣.

1 / 59