أما أسماؤهم، فقد قلنا: يسمون «المعتزلة» (1) لما سيأتي، و«العدلية» لقولهم بعدل الله وحكمته، «والموحدة» لقولهم: لا قديم مع الله، ويحتجون للاعتزال، أي لفضله، بقوله تعالى: «وأعتزلكم» «1» ونحوها، وهو قوله تعالى: «واهجرهم هجرا جميلا» «2»، وليس إلا بالاعتزال عنهم. واحتجوا من السنة، بقوله صلى الله عليه وسلم: «من اعتزل من الشر سقط فى الخير».
واحتجوا أيضا بالخبر، الذي رواه سفيان الثوري «3»، عن ابن الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من اعتزل من الشر سقط فى الخير». واحتجوا أيضا بالخبر، الذي رواه سفيان الثورى عن ابن الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أبرها وأتقاها الفئة المعتزلة» «4»، وهو تمام الخبر. ثم قال سفيان لأصحابه: «تسموا بهذا الاسم، لانكم اعتزلتم الظلمة»، فقالوا: سبقك بها عمرو بن عبيد وأصحابه. فكان سفيان، بعد ذلك يروى: «واحدة ناجية».
صفحه ۷