چشمه‌ی پر آب ساختمان برای ناشناخته

محمد بن ظهیرة القرشی d. 910 AH
94

چشمه‌ی پر آب ساختمان برای ناشناخته

المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

پژوهشگر

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

ناشر

الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة

شماره نسخه

السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ

ژانرها

وأما حمد الله على نعمه وآلائه، وهو النوع الثاني من أنواع الحمد، فقد ورد في شأنه نصوص كثيرة، يقول الله - تعالى -: {ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فانى تأفكون} ، ويقول تعالى: {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} ، ويقول تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} (1) ويقول تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (2) فنعم الله على عباده كثيرة ومتنوعة، وكل نعمة منها موجبة لحمد المنعم سبحانه، وكما أن أسباب الحمد وموجباته متنوعة متعددة، فكذلك الحمد تنوع بتنوعها وكثر بكثرتها، وقد فصل ابن القيم - رحمه الله - الحديث عن هذا النوع في كتابه ((طريق الهجرتين)) ، وذكر - رحمه الله - أن هذا النوع من الحمد حمد النعم والآلاء مشهود للخليقة برها وفاجرها، مؤمنها وكافرها من جزيل مواهبه، وسعة عطاياه، وكريم أياديه، وجميل صنائعه، وحسن معاملته لعباده، وسعة رحمته لهم، وبره ولطفه وحنانه وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ورحمته للعالمين، وابتدائه بالنعم قبل السؤال ومن غير استحقاق، بل ابتداء منه بمجرد فضله وكرمه وإحسانه، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها، ولطفه تعالى في ذلك إلى ما لا تبلغه الآمال، وهداية خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام، ومدافعته عنهم أحسن الدفاع، وحمايتهم عن مراتع الآثام، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان وجعلهم من الراشدين، وكتب في قلوبهم

صفحه ۲۸۴