چشمهی پر آب ساختمان برای ناشناخته
المنهل المأهول بالبناء لالمجهول
پژوهشگر
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
ناشر
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
شماره نسخه
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
ژانرها
التكبير هو تعظيم الرب - تبارك وتعالى - وإجلاله، واعتقاد أنه لا شيء أكبر ولا أعظم منه، فيصغر دون جلاله كل كبير، فهو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره المخلوقات.
قال الإمام الأزهري في كتابه تهذيب اللغة: "وقول المصلي: الله أكبر، وكذلك قول المؤذن، فيه قولان:
أحدهما: أن معناه الله كبير، كقول الله جل وعز: {وهو أهون عليه} ، أي: هو هين عليه، ومثله قول معن بن أوس: لعمرك ما أدري وإني لأوجل. معناه: وإني لوجل.
والقول الآخر: أن فيه ضميرا، المعنى: الله أكبر كبير، وكذلك الله الأعز، أي: أعز عزيز، قال الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتا دعائمه أعز وأطول
معناه: أعز عزيز، وأطول طويل". اه
والصواب من هذين القولين اللذين ذكرهما - رحمه الله - هو الثاني، بمعنى أن يكون الله عند العبد أكبر من كل شيء، أي: لا أكبر ولا أعظم منه، أما الأول فهو غير صحيح وليس هو معنى الله أكبر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "التكبير يراد به أن يكون (الله) عند العبد أكبر من كل شيء، كما قال صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: "يا عدي ما يفرك؟ أيفرك أن يقال: لا إله إلا الله؟ فهل تعلم من إله إلا الله؟ يا عدي ما يفرك. أيفرك أن يقال: الله أكبر؟ فهل من شيء أكبر من الله؟ "، وهذا يبطل قول من جعل أكبر بمعنى كبير". اه.
وحديث عدي هذا رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان وغيرهم بإسناد جيد.
وبه يتبين أن معنى الله أكبر أي: من كل شيء، فلا شيء أكبر ولا أعظم منه، ولهذا يقال إن أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال هي: الله أكبر، أي: صفه بأنه أكبر من كل شيء، قال الشاعر:
صفحه ۳۰۵