چشمهی پر آب ساختمان برای ناشناخته
المنهل المأهول بالبناء لالمجهول
پژوهشگر
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
ناشر
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
شماره نسخه
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
ژانرها
جستجوهای اخیر شما اینجا نمایش داده میشوند
چشمهی پر آب ساختمان برای ناشناخته
محمد بن ظهیرة القرشی d. 910 AHالمنهل المأهول بالبناء لالمجهول
پژوهشگر
عبد الرزاق بن فراج الصاعدي
ناشر
الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة
شماره نسخه
السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ
ژانرها
فهذا فيه أوضح دلالة على أن حمد الله على النعمة أفضل من النعمة نفسها، وقد استشكل هذا بعض أهل العلم وقال: لا يكون فعل العبد أفضل من فعل الرب عز وجل، أورد هذا الاستشكال ابن رجب في كتابه ((جامع العلوم والحكم)) وأجاب عنه جوابا وافيا مسددا فقال - رحمه الله -: "المراد بالنعم النعم الدنيوية، كالعافية والرزق والصحة ودفع المكروه ونحو ذلك، والحمد هو من النعم الدينية، وكلاهما نعمة من الله، لكن نعمة الله على عبده بهدايته لشكر نعمه بالحمد عليها أفضل من نعمه الدنيوية على عبده، فإن النعم الدنيوية إن لم يقترن بها الشكر كانت بلية، كما قال أبو حازم: كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية. فإذا وفق الله عبده للشكر على نعمه الدنيوية بالحمد أو غيره من أنواع الشكر كانت هذه النعمة خيرا من تلك النعم وأحب إلى الله عز وجل منها، فإن الله يحب المحامد، ويرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها، والثناء بالنعم والحمد عليها وشكرها عند أهل الجود والكرم أحب إليهم من أموالهم، فهم يبذلونها طلبا للثناء، والله عز وجل أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، فهو يبذل نعمه لعباده، ويطلب منهم الثناء بها وذكرها والحمد عليها، ويرضى منهم بذلك شكرا عليها، وإن كان ذلك كله من فضله عليهم، وهو غير محتاج إلى شكرهم، لكنه يحب ذلك من عباده، حيث كان صلاح العبد وفلاحه وكماله فيه، ومن فضله أنه نسب الحمد والشكر إليهم، وإن كان من أعظم نعمه عليهم، وهذا كما أنه أعطاهم ما أعطاهم من الأموال ثم استقرض منهم بعضه ومدحهم بإعطائه، والكل ملكه، ومن فضله، ولكن كرمه اقتضى ذلك".اه كلامه - رحمه الله -.
صفحه ۲۹۰