============================================================
فيظهر للغي الجاهل أن هؤلاء يكونون للأموال أكثر استخراجاا ويكون الإقطاع بمباشرقم أكثر خراجا.
وهذا جهل ممن توهمه، وخرق ممن زعمه، فإن معظم ما يدخل على الدول من الفساد تقليد الأعمال من ليس لها بأهل، فإن كل واحد من أعداء اله حريص على جمع الدنيا نابذا لدينه [55/ب] ومروعته يبتغي عرض الدنيا يتخذون المسلمين بذلك خداما ويستعلون(1) عليهم، ويظهرون عليهم العزة فإذا أهضمت حقوق المسلمين وأكلت أموالهم وأهينوا من عدوهم فسدت نياقهم، وقلت طاعتهم فانتقضت الأمور ودب الفساد إلى الدولا ولما أراد سليمان بن عبد الملك: أن يستكتب، كاتب الحجاج بن يزيد ابن أبي مسلم، قال له عمر بن عبد العزيز: أسألك بالله العظيم يا أمير المؤمنين أن .. تحيي ذكر الحجاج باستكتابك إياه.
فقال: يا أبا حفص، إني لم أجد عنده خيانة دينار ولا درهم.
فقال له عمر: ألا أوجد من هو أعف منه في الدينار والدرهم قال: من هوة قال: إبليس، ما مس دينارا ولا درهما وقد أهلك هذا الخلق(2) .
وهذا مثال يحسن في النصارى لأهم بإبليس أشبه وله أنسب.ا ولقد بلغي أن فرسان المسلمين وحماة الموحدين يقومون بين يدي أحد أعداء الله تعالى من أصحاب الدواوين وهو جالس في دسته لا ينظر إليهم (1) في المخطوط: ويستعملون. وهو تحريف والأنسب للسياق ما ذكرته .
(2) أنظر إلى فراسته رحمه الله تعالى حيث راعى شعور المسلمين بمجرد ذكر اسم الحجاج بعد أن أزاحه الله عن دنياهم حت إنه ليخشى عليهم بجرد التالم بالتذكر فياله من رجل شفوق ناصح أمين بطانة خير وصلاح حق له أن يكون خليفة.
صفحه ۱۶۵