وقوله: ((على الإمام)): المراد الرئيس المؤتم به في الأمر والنهي أعم من أن يكون إمام هدى أو ضلالة، وقد جاء تسمية العاصي إماما في قوله تعالى: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار }[القصص:41] ذكره المؤلف رضي الله عنه في (باب الإمام يتجر في رعيته) في (كتاب البيع).
ومع ذلك فلا فرق في وجوب ما دل عليه الخبر بين إمام الهدى وإمام الجور، وكل من يؤتم به، ولما تقدم من الوعيد، ولما سيأتي كتابا وسنة في الحكم بغير ما أنزل الله وعدم العدل في الرعية، وبسط المؤلف رضي الله عنه الكلام على إمام الهدى والضلال في (باب صلاة الجمعة ) بما أغنى عن الإعادة.
(فائدة): في أئمة أهل البيت وحكامهم من لا يحصى عددهم ممن تخلق بسيرة العدل والحكم بما أنزل الله، ولم يزل منهم إمام بعد إمام في منابذة الظالمين، وإخافة القاسطين، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون شرائع الدين وأحكامه على مر الدهور وتعاقب العصور، وشهد على ذلك لسان عالمهم وأقوالهم ومؤلفاتهم، وتراجمهم.
وسيأتي تمام الكلام على أحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آخر (المجموع) إن شاء الله تعالى.
صفحه ۱۳۳