منهج در اندیشه عرب معاصر: از آشفتگی بنیان تا نظم روشی

عبد الله اخواض d. 1450 AH
79

منهج در اندیشه عرب معاصر: از آشفتگی بنیان تا نظم روشی

المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

ژانرها

لا يعتمد أركون على منهج واحد بعينه، بل يختار المنهجية المتعددة الاختصاصات يجمع فيها بين خليط من العقائد والأيديولوجيات الفكرية؛ لأنها تستجيب لطموحاته، حيث يتداخل التحليل الاجتماعي والتاريخي والمنهجية الألسنية والأنثروبولوجية والتفكيكية والمنهجية الحفرية ... لكنه تداخل أضر لا شك بمشروعه وجر عليه كثيرا من الانتقادات المنهجية والعلمية.

لنتحدث قليلا، وبشيء من التفصيل عن هذه المنهجية المتعددة الاختصاصات. (أ) المنهجية التاريخية

تتيح هذه المنهجية للباحث التوصل ل «فهم أفضل للماضي وإرساء قواعد صلبة لفكر وممارسة تاريخية، تكون أكثر احتراما ومراعاة للواقع الحقيقي»،

63

وتعين على دراسة ما حدث بالضبط في تاريخ العرب والمسلمين، فهي وحدها - يقول - القادرة على رصد هذه التحولات بموضوعية نادرة ف «أنا [الكلام لأركون] أنظر إلى مجموعة الأحداث كما حصلت في التاريخ بالضبط، وأراقبها كما يراقب العالم الجيولوجي الهزة الأرضية»،

64

دون تدخل الميولات والعواطف، وترك الأحداث والأشياء تتكلم بحرية.

وهو ما يقصده بالروح المستقلة نحو الأحداث، ولافتتاح هذه الروح يتطلب نضالا طويلا ومريرا للذات ضد الذات، والتمرين على المنهجيات، وكيفية استخدام المفاهيم والأدوات السائدة في مختلف العلوم، وتحرير العقل الإسلامي من كل التفسيرات الأيديولوجية التي رافقته منذ أن دخلت الظاهرة القرآنية مسرح التاريخ، التي لم تقدم حلولا واضحة وقاطعة لكل المشاكل. فهو يصر ويلح على اتباع المنهجية التاريخية، قبل شيء آخر؛ لأن لها القدرة حسب رأيه في كشف ما حصل، وهكذا نجدها تحتل مكانة محورية في مشروعه العام «نقد العقل الإسلامي».

65

ويفضل هذه المنهجية على النقد المنهجي الفلولوجي الذي لا يزال يصر عليه التحليل الاستشراقي في دراسة التراث العربي الإسلامي؛ لأنها تهمل في نظره الاهتمام بالخيالات والأساطير والأحلام التي رافقت الأحداث داخل النص (الوحي). إنها تهمل ما يسمى بالسيكولوجيا التاريخية.

صفحه نامشخص