451

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرها

[239] وقد يعرض الغلط في الشفيف وفي الكثافة يضا من أجل خروج الزمان الذي يكون فيه الإبصار عن عرض الااعتدال. وذلك أن البصر إذا لمح جسما من الأجسام المشفة لمحة خفيفة ثم التفت عنه، وظهر الضوء من وراء ذلك الجسم المشف في حال ملاحظة البصر له وأحس البصر بشفيف ذلك الجسم، وكان الضوء الذي أدركه البصر من وراء ذلك الجسم تخرج إلى ذلك الجسم على خطوط مائلة على سطحه لا على خطوط قائمة، فإن البصر يدرك شفيف ذلك الجسم دون شفيفه الحقيقي. وذلك لأن حقيقة شفيف الجسم المشف ليس يدركه البصر إلا إذا كان الضوء الذي يظهر من وراء ذلك الجسم على سموت قائمة عليه. وإذا أدرك البصر الضوء من وراء الجسم المشف، وكان الضوء الذي أدركه البصر خارجا إلى ذلك الجسم المشف على خطوط مائلة، فإن الشفيف الذي يظهر لذلك الجسم ليس هو شفيفه الحقيقي. وإذا لمح البصر الجسم المشف وهو على الوضع الذي وصفناه، وأدرك شفيفه على ما يقتضيه وضعه، ثم التفت عنه في الحال، فإنه إذا التفت عنه بسرعة فليس خس بحقيقة وضع ذلك الجسم من الضوء الذي ظهر من ورائه ولا يفرق في الزمان اليسير الذي هو لمح البصر بين الضوء المواجه للمبصر وبين الضوء المال. وإذا لم يحس بحقيقة وضع المبصر الذي بهذه الصفة من الضوء الذي يظهر من ورائه فإنه ربما ظن أن ذلك الشفيف الذي أدركه لذلك الجسم هو غاية شفيفه. وإذا ظن البصر بشفيف الجسم الذي هو دون شفيفه الحقيقي أنه غاية شفيف ذلك الجسم فهو غالط في شفيف ذلك الجسم.

[240] وأما إن لمح البصر الجسم المشف، وكان ذلك الجسم عى وجه الأرض ولم يظهر الضوء من وراء ذلك الجسم، وكان ذلك الجسم متلونا بلون قوي، فإن البصر يدرك ذلك الجسم كثيفا ولا يحس بشفيفه ولا يتميز له في مقدار لح البصر لونه من لون الجسم الذي وراءه. وإذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بشفيف ذلك الجسم فإنه لا يشك في كثافته. وإذا أدرك البصر الجسم المشف كثيفا فهو غالط في كثافته. والغلط في الشفيف وفي الكثافة هو غلط في القياس لأن الشفيف والكثافة يدركان بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خرج الزمان عن عرض الاعتدال، لأن البصر إذا أدرك المبصر المشف وتمكن من تأمله ومن استشفافه فليس يعرض له الغلط في شفيفه ولا في كثافته إن كان كثيفا، إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.

.يد. .يه.

صفحه ۵۱۴