443

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرها

[219] وإدراك البصر لمقدار كل واحد من البعدين وإدراكه لتفاضلهما ليس يكون إلا في زمان له قدر يتمكن فيه البصر من تأمل كل واحد من البعدين ومن قياس أحدهما بالآخر ومن قياس كل واحد منهما يما يسامته من الأجسام الأرضية. والزمان الذي يقطع فيه البصر عرض المسافة التي هي الفرجة أو الباب، إذا كانت الفرجة أو الباب ضيقين وكانت حركة البصر سريعة، ليس يكون إلا يسيرا. وإذا كان الزمان الذي بهذه الصفة يسيرا، ولمح البصر ذلك الحائط أو ذلك الجبل في هذا القدر من الزمان أو في بعضه، فإنه لا يتمكن من تأمل مقداري بعدي طرفيه ومن قياس أحدهما بالأخر، وإن أدرك طرفي ذلك الجسم في لمحته. وإذا لم يدرك البصر مقدار كل واحد من بعدي طرفي الحائط أوالجبل، ولم يقس أحدهما بالأخر، فإنه لا يدرك ميل ذلك الحائط ولا ذلك الجبل، وخاصة إذا كان ميلهما يسيرا. وإذا لم يدرك ميلهما فليس يدرك الحائط أو الجبل إلا مواجها، ويظن بأبعاد طرفية أنهما متساويان، إذا لم يحس بالاختلاف الذي بينها.

[220] وإذا أدرك البصر المبصر المائل مواجها فهو غالط في وضعه. ويكون غلطه غلطا في القياس لأن الوضع يدرك بالقياس. ويكون علة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر المبصر عن عرض الاعتدال، لأن البصر إذا تأمل المبصر الذي بهذه الصفة، وكان الزمان الذي يتأمله فيه فسيحا وتأمل أبعاد أطرافه، فإنه يدرك اختلاف بعاد أطرافه ويدرك وضعه على ما هو عليه إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.

.ج.

[221] وقد يعرض الغلط في الشكل أيضا من أجل خروج الزمان عن عرض الاعتدال. وذلك أن البصر إذا لمح مبصرا من المبصرات ثم التفت عنه سريعا، وكان في سطح ذلك المبصر تحديب يسير أو تقعير يسير، فإنه يدركه في الان مسطحا، لأن التحديب اليسير والتقعير اليسير ليس يدركه البصر إلا بالتأمل المستقصي، والتأمل المستقصي ليس يكون إلا في زمان متنفس. وإذا أدرك البصر السطح المحدب أو المقعر مسطحا فهو غالط في شكل ذلك السطح. ويكون غلطه غلطا في القياس لأن الشكل يدرك بالقياس. ويكون علة غلطه فيا يدركه على هذه الصفة هو قصر الزمان الذي يدرك فيه المبصر، لأنه إذا كان الزمان الذي يدرك فيه البصر المبصر فسيحا فهو يدرك تحديب سطحه وتقعره ويدرك شكله على ما مهو عليه، إذا كانت المعاني التي فيه في عرض الاعتدال.

.د.

صفحه ۵۰۶