[52] فإذا أحكم تركيب الخشبة فليعتمد المعتبر عودا مستقيما في غاية الاستقامة ويكون غلظه مساويا لغلظ الثقب القائم الذي في الخشبة. وإن اعتمد عودا مستقيما أغلظ من سعة الثقب وخرطه في الشهر حتى يصير غلظه بمقدار سعة الثقب على التحرير كان أولى ويكون متساوي الغلظ. فإذا تحرر هذا العود فليحدد طرفه تحديدا منخرطا حتى تصير نقطة رأسه هي طرف سهم العود بالقياس إلى الحس. ثم يداخل هذا العود في الثقب القائم ويحركه في الثقب إلى أن يلقى طرفه الحاد سطح الحائط الابيض. فإذا لقي سطح هذا الحائط يعلم على موضع طرفه نقطة، فتكون هذه النقطة على اسقامة سهم الثقب القائم. فإذا علم هذه النقطة فليخرج العود من الثقب.
[53] ثم يدخل المعتبر البيت الذي يفضي إليه هذا الثقب، ويجعل بصره عند محيط الثقب القائم، وينظر إلى الحائط الأبيض ويتفقد نهاية ما يدركه بصره من ذلك الحائط وأبعد موضع يدركه عن النقطة المفروضة على الحائط الأبيض التي على استقامة سهم الثقب القائم. فيتقدم إلى من يتعلم على ذلك الموضع ويشير إليه بالصفة نقطة. ثم إن أدار المعتبر بصره حول محيط الثقب، ونظر من كل ناحية منه إلى الحائط الأبيض، وتفقد أبعد موضع يدركه من سطح الحائط عن النقطة المفروضة، فإنه يجد أبعد الأبعاد التي يدركها بصره عن النقطة المفروضة المقابلة لمركز الثقب أبدا متساوية، لأن هذه خاصة الثقوب المستديرة.
[54] وليجعل المعتبر النقطة الأولى من الحائط الأبيض مركزا، ويدير ببعد البعد الأبعد الذي أدركه ببصره من سطح الحائط ويعلم عليه دائرة.
[55] ثم يجعل بصره ثانية على محيط الثقب وينظر إلى الدائرة المرسومة: فإنه يدرك محيط الدائرة ولا يدرك زيادة عليه. وليدر بصره حول محيط الثقب وينظر لى محيط الدارة المرسومة: فإن لم ير غير محيط الدائرة فالدائرة في حقها، وإن أدرك بصره زيادة على محيط الدائرة، أو لم يدرك محيط الدائرة من بعض الجهات أومن جميع الجهات، فليس الدائرة في حقها. فإن عرض ذلك فليغير الدائرة ويعتبرها ببصره إلى أن يتحرر وضعها ويكون إذا أدار بصره حول محيط الثقب رأي محيط الدارة ولم ير زيادة عليه.
صفحه ۹۶