384

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرها

[68] وكذلك المبصر المربع الأحرف كالحياض والصناديق المر بعة وما أشبهها فإن سطوح أفواهها المربعةإذا كانت مائلة على خطوط الشعاع ميلا متفاوتا، وكانت خارجة عن مقابلة وسط البصر، فإن البصر يدركها مستطيلة، وإن كان بعدها من الأبعاد المعتدلة، إذا لم تكن قر يبة من البصر.

[69] وقد تقدم القول في علة ذلك، وهي أن المبصر المائل المسرف الميل إذا لم يكن قريبا من البصر فليس يتحقق البصر مقدار ميله وإن كان بعده من الأبعاد المعتدلة التي يصح أن يدرك منها حقيقته إذا كان على غير ذلك الموضع وأن المبصر الخارج عن سهم الشعاع ليس يتحقق البصر صورته. وإذا لم يتحقق البصر مقدار ميل المبصر فليس يدرك مقدار عرضه المائل على ما هو عليه، بل يدرك مقدار عرضه المائل أصغر من مقداره الحقيقي. وإذا أدرك البصر عرض المبصر أصغر من مقداره الحقيقي، وهو يدرك طوله الموجه على مقداره الحقيقي، فإنه يدرك شكله من أجل اختلاف مقداري طوله وعرضه مستطيلا إن كان مستديرا وإن كان مربعا متساوي الأضلاع. فإن كان مر بعا مستطيلا أدرك استطالته أكبر مما هي عليه إن كان عرضه هو المائل، وإن كان طوله هو المائل أدرك استطالته أقل مماهي عليه أو أدركه متساوي الأضلاع إذا كان التفاضل الذي بين طوله وعرضه يسيرا

[70] وإذا أدرك البصر شكل المبصر على خلاف ما هو عليه فهو غالط في شكله، ويكون غلطه غلطا في القياس لأن الشكل يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصرات التي بهذه الصفة إذا كان استدارتها وتربيعها مواجها للبصر أو قريبا من المواجهة فإن البصر يدرك أشكالها على ما هي عليه إذا كانت المعاني الباقية التي فيها في عرض الاعتدال. وهذا المعنى بعينه هو غلط في العظم أيضا مع الغلط في الشكل، لأن المبصر المستدير والمربع اللذين يدركهما البصر مستطيلين على الصفة التي وصفناها إنما يدركهما مستطيلين من أجل أنه يدرك مقدار عرض كل واحد منهما أصغر من مقداره الحقيقي، وإذا أدرك البصر مقدار عرض ذلك المبصر أصغر من مقداره الحقيقي فهو غالط في عظمه.

صفحه ۴۴۷