379

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرها

[55] وإذا أدرك البصر المبصر الذي ليس بحسن حسنا، وأدرك صورته خالية من المعاني التي تشينه وتكسف حسنه، ولم يشك في حسنه مع خفاء المعاني اللطيفة التي فيه، فهو غالط فيما يدركه من حسنه. وهذا الغلط هوغلط في القياس، لأن الحسن يدرك بالقياس، ولأن هذا الغلط إنما هو لتعويل البصر على المعاني الظاهرة فقط وسكونه إلى نتائجها. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا كان على بعد معتدل بالقياس إلى ذلك المبصر فإن البصر يدرك صورته غير مستحسنة، إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر في عرض الاعتدال.

.يح.

[56] وقد يعرض الغلط في القبح من أجل خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر إذا كان ذا لون غيرمستحسن أو شكل غيرمستحسن أو هيئة غير مستحسنة، أو جموع ذلك، وكانت فيه نقوش وتخاطيط وأجزاء صغار ومعان لطيفة، وكانت تلك التخاطيط وتلك المعاني اللطيفة مستحسنة، وكان ذلك المبصر مستحسنا من أجل تلك المعاني التي فيه، فإن ذلك المبصر إذا دركه البصر من بعد خارج عن الاعتدال ولم تظهر تلك المعاني التي فيه التي منها يظهر حسنه فإن البصر يدرك ذلك المبصر قبيحا غير مستحسن، وربما لم يشك في قبحه، إذا لم يتقدم العلم بما في ذلك المبصر من المحاسن.

[57] وإذا أدرك البصر المبصر المستحسن قبيحا من غير أن يستقريء جميع المعاني التي فيه ولم يشك مع ذلك في قبحه فهو غالط فيما يدركه من قبحه. وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن القبح يدرك بالقياس ولأن هذا الغلط هو من تعويل البصر على المعاني الظاهرة وسكونه إلى نتاجها مع خفاء المعاني اللطيفة التي في ذلك المبصر . وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا أدركه البصر من بعد معتدل بالقياس إلى ذلك المبصر فإننه يدرك المعاني اللطيفة التي تكون فيه إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال. وإذا أدرك البصر المعاني اللطيفة التي تكون فيه التي بها حسن صورته فإنه يدركه مستحسنا.

.يط.

صفحه ۴۴۲