301

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرها

[52] فيتبين من ذلك أن القطرين اللذين يريان متقاربين إذا كان الإبصار بالبصرين معا هما اللذان يرى كل واحد منهما بالبصر الذي يليه، وأن القطرين المتباعدين هما اللذان يرى كل واحد منهما بالبصر المائل عنه. فأما تقارب الاثنين من الأر بعة، فلأن السهمين إذا كانا ملتقيين على الشخص المتوسط، فإن كل واحد من القطرين يدركه البصر الذي يليه بشعاعات قريبة جدا من السهم، فتصير صورتاهما من أجل ذلك في تجويف العصبة المشتركة قريبتين جدا من المركز، وتكون نقطة التقاطع منهما على نفس المركز، وكذلك يريان متقاربين وقريبين من الوسط. وتباعد الاثنين من الأر بعة لأن كل واحد من القطرين يدرك أيضا بالبصر الآخر المائل عنه، فهو يدركه بشعاعات بعيدة عن السهم، ويدرك أحدهما بشعاعات متيامنه عن السهم ويدرك الآخر بشعاعات متياسرة عن السهم الآخر، فتحصل صورتاهما من أجل ذلك في تجويف العصبة المشتركة متباعدتين، لأنهما تحصلان في جهتين متضادتين بالقياس إلى المركز ومع ذلك بعيدين عن المركز. فلذلك يوجد للقطرين صورتان متقاربتين وصورتان متباعدتين. فأما لم يدرك تباعد كل واحد من المتباعدين عن الوسط أكثر من تباعده الحقيقي، فإن ذلك لأن البعد الذي بين القطرين يدركه كل واحد من البصرين أعظم من مقداره الحقيقي. ويظهر ذلك إذا ستر المعتبر أحد البصرين ونظر ببصر واحد. فأما لم إذا ستر المعتبر أحد البصرين ونظر ببصر واحد وجد البعد الذي بين القطرين أوسع من مقداره الحقيقي فذلك لأن البعد الذي بين القطرين قريب جدا من البصر، وكلما كان قريبا جدا من البصر فإنه يرى أعظم من مقداره الحقيقي. فأما علة ذلك فإنها تتبين من بعد في موضعها عند كلامنا قيق أغلاط البصر.

[53] فمن اعتبار أحوال القطرين اللذين في اللوح والأشخاص التي تثبت عليهما على غير الوسط يظهر أن كل مبصر يكون على السهم المشترك ويدركه البصر بسهم الشعاع فإنه يدركه في موضعه، كان إدراكه ببصر واحد وبسهم واحد من سهمي البصرين أو كان إدراكه ببصرين وبالسهمين معا. ويتبين أن كل مبصر يدرك ببصر واحد وبسهم الشعاع ولا يكون ذلك المبصر على السهم المشترك، فإنه يدركه في موضع أقرب إلى السهم المشترك من موضعه الحقيقي. وتلزم هذه الحال أيضا فما يدرك بالشعاعات الباقية غير السهم، لأنه إذا كان البصر يدرك المبصر على ما هو عليه، وتحصل صورته في تجويف العصبة المشتركة في موضع واحد ومتصلا بعضها ببعض بحسب اتصال المبصر، وكانت النقطة من المبصر التي على سهم الشعاع إذا لم تكن على السهم المشترك ترى ي موضع أقرب إلى السهم المشترك من موضعها الحقيقىي، فإن النقط الباقية أيضا ترى في موضع أقرب إلى السهم الشترك من موضعها الحقيقي، لأنها متصلة بالجزء الذي عند طرف السهم.

صفحه ۳۶۳