[27] فيتبين من هذا الاعتبار أن كل جسم يشرق عليه ضوء فإن الضوء الذي يحصل عليه يشرق منه ضوء على كل جهة تقابله. وإذا كان ذلك كذلك فالضوء الذي يظهر على وجه الأرض في أول النهار قبل طلوع الشمس وفي آخره بعد غروبها إنما هو ضوء يرد إليها من الضوء الذي يظهر في الجو المقابل لها. فيكون الجو قبل طلوع الشمس مضيئا بضوء الشمس لأنه مقابل لها وهي غير مستترة عنه في ذلك الوقت، وإنما هي مستترة في تلك الحال عن وجه الأرض فقط. فيكون الضوء ممتدا من جرم الشمس في الجو المضيء على سموت مستقيمة، ثم هذا الجو المضيء بضوء الشمس يشرق منه أيضا ضوء على المواضع المقابلة له من سطح الأرض على سموت مستقيمة أيضا، وما دام يسيرا ضعيفا فضوؤه الذي يشرق منه على الأرض يكون خفيا، فإذا قوي واشتد قوي الضوء الذي يشرق على وجه الأرض وظهر.
[28] وكذلك ضوء العشاء يكون الجزء المقابل للشمس بعد غروبها مضيئا بضوئها، وضوؤها يمتد على السموت المستقيمة، ويكون الضوء الذي يشر من الجو المضيء على المواضع المقابلة له من وجه الأرض، وما دام ضوء الجو قويا فالأرض مضيئة والضوء فيها بين، فإذا ضعف الضوء الذي في الجو ضعف الضوء الذي على وجه الأرض إلى أن يخفى ويظلم وجه الأرض. وكذلك <أضواء> المساكن وأفنية الجدران المستترة عن الشمس وجميع الأظلال التي توجد مضيئة بالنهار قبل طلوع الشمس وبعد طلوعها وبعد غروبها وفي سائر النهار إنما هي أضواء ترد إليها من الجو المضيء المقابل لها ومن الجدران المضيئة أيضا ومن سطح الأرض المقابل ها المضيء بضوء النهار. فعلى هذه الصفة يكون النهار وأضواء المواضع المستظلة عن الشمس، وكذلك المواضع المضية بضوء القمر التي هي مستترة عن القمر، وكذلك ضوء النار
صفحه ۸۵