کتاب المناظر

ابن هیثم d. 430 AH
147

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرها

[13] وإذا كان كيفية قبول الزجاجية للضوء ليس هي كيفية قبول الجزء المتقدم من الجليدية، وليس حاجة الزجاجية كحاجة الجزء المتقدم من الجليدية، فانعطاف الصور عند سطح الزجاجية إنما هو لاختلاف كيفية القبول الحسي أيضا الذي بين هذين الجسمين. فالصور إذن تنعطف عند الزجاجية لحالتين، إحديهما اختلاف شفيف الجسمين والأخرى اختلاف كيفية القبول الحسي الذي في هذين الجسمين.

[14] وإنما اختلف الشفيف في هذين الجسمين لتتفق الخاصة التي يوجبها الشفيف والخاصة التي يوجبها اختلاف كيفية الإحساس، فتبقى الصورة على هيئتها. ولو كان شفيف الجسمين شفيفا متشابها لكانت الصورة تمتد في جسم الزجاجية على استقامة خطوط الشعاع من جل تشابه الشفيف، وكانت تنعطف من أجل اختلاف كيفية الإحساس، وكانت الصورة من بعد الانعطاف ما أن تتشوه لهذه الحال وإما أن تصير صورتين. وإذا كان اختلاف الشفيف يوجب لها الانعطاف واختلاف كيفية الحس يوجب لها ذلك الانعطاف كانت الصورة بعد الانعطاف صورة واحدة وعلى هيئتها. فلذلك اختلف شفيف جسم الزجاجية وشفيف الجسم المتقدم من الجليدية. فالصور تصل إلى الزجاجية وهي مرتبة كترتيبها في سطح المبصر فيقبلها هذا الجسم ويحس بها بما فيه من القوة الحساسة، ثم تنعطف الصورة في هذا الجسم من جل اختلاف الشفيف ومن أجل اختلاف كيفية إحساس هذا الجسم بها، فتحصل الصورة في هذا الجسم على هيئتها التي كانت عليها، ثم يمتد هذا الإحساس وهذه الصور في هذا الجسم وفي الجسم المتصل به إلى أن يصل الإحساس وتصل الصور إلى الحاس الأخير والصور على هيئتها. فيكون امتداد الحس وامتداد الصور في جسم الزجاجية وفي الجسم الحاس الممتد في تجويف العصبة إلى الحاس الأخير كامتداد إحساس اللمس وكامتداد إحساس الألم إلى الحاس الأخير.

صفحه ۲۰۶