130

منازل الأئمة

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

پژوهشگر

محمود بن عبد الرحمن قدح

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

محل انتشار

الرياض

وضد هذا التوحيد هو الشرك الأصغر١، قال الله تعالى: ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ٢، وقال النبي ﷺ فيما يروي عن ربه ﷿: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك"٣. وقال ﷺ: "من حلف بغير الله فقد أشرك"٤. وقال ﷺ لسعد بن أبي وقاص وهو يشير بأصبعيه في الدعاء فقال: "أحِّد أحِّد يا سعد" ٥.

١ قلت: ضد هذا التوحيد شرك ينقسم إلى قسمين: الأول: الشرك الأكبر: وهو أن يصرف العبد شيئًا من أنواع العبادة لغير الله ﷿، وهو شرك في الألوهية، مخرج من الملة، وصاحبه مخلد في النار. وقد تقدم بيانه من كلام الإمام ابن تيمية. الثاني: الشرك الأصغر: وهو ما أشار إليه الإمام أبو إسماعيل الأنصاري في كلامه، وعرفه الإمام ابن القيم بقوله: وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله تعالى، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك، وأنا بالله وبك، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، ولولا أنت لم يكن كذا، وقد يكون شركًا أكبر بحسب قائله ومقصده. ا. هـ (ر: مدارج السالكين ١/٣٤٤) . والشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من الملة ولا يخلد في النار، بل هو كبيرة من الكبائر، يحبط العمل الذي قارنه. ٢ سورة الكهف /١١٠، والآية تحتمل نوعي الشرك: الأكبر والأصغر. ٣ أخرجه مسلم ٣/١٥١٣،١٥١٤، والترمذي (ح٢٣٨٢) عن أبي هريرة ﵁. ٤ أخرجه الطيالسي ح١٨٩٦، وأحمد ٢/٣٤، ٨٦، وأبو داود (ح٣٢٥١)، والترمذي (ح١٥٣٥) وحسنه، والحاكم ١/١٨، ٤/٢٩٧ - وصححه ووافقه الذهبي- عن عمر بن الخطاب ﵁. ٥ أخرجه النسائي (ح١٢٠٨)،، وأبو داود (ح١٤٩٩)، والحاكم ١/٥٣٦ - وصححه ووافقه الذهبي عن سعد بن أبي وقاص ﵁. وأخرجه أحمد ٢/٤٢٠،٥٢٠ والترمذي (ح٣٥٥٧) عن أبي هريرة ﵁. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

1 / 150