207

Manar Al-Qari Commentary on the Abridged Sahih Al-Bukhari

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

ناشر

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

محل انتشار

الطائف - المملكة العربية السعودية

ژانرها

٨٤ - عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ:
لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ ﷺ وَجَعُهُ، قَالَ: ائتونِي بِكِتَابٍ أكتُبْ لَكُمْ كِتَابًَا
ــ
أصحاب رسول الله ﷺ أحد أكثر حديثًا عنه منّي" أي لا يوجد أحد من الصحابة روى من الأحاديث أكثر مني " إلاّ ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب " وهو استثناء منقطع، تقديره لكن الذي كان من عبد الله بن عمرو، وهو الكتابة، لم يكن مني فالخبر محذوف بقرينة السياق، سواء لزم منه كونه أكثر حديثًا لما تقتضيه عادة الملازمة مع الكتابة أمْ لا، والمعنى، لكن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يمتاز عنّي وينفرد دوني بالكتابة فيكتب ما يسمعه، ولا أكتب شيئًا. وقال القسطلاني: ويجوز أن يكون الاستثناء متصلًا فكأنه قال: ما أحدٌ حديثه أكثر مني إلّا أحاديث حصلت من عبد الله. والمطابقة: في قوله: " فإنه كان يكتب ولا اكتب ". الحديث: أخرجه البخاري والترمذي.
ويستفاد منه ما يأتي: أولًا: مشروعية كتابة الحديث وتدوينه، لأن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتبه عن النبي ﷺ فيقره ﷺ على كتابته، وإقراره ﷺ حجة شرعية على مشروعية ما يقر. ثانيًا: يقول أبو هريرة: إن عبد الله بن عمرو بن العاص كان أكثر منه حديثًا مع أن الموجود من أحاديثه أقل، وذلك لأنه سكن مصر والواردون عليها قليل بالنسبة إلى المدينة التي سكنها أبو هريرة.
٨٤ - معنى الحديث: يقول ابن عباس ﵄: " اشتد بالنبي ﷺ وجعه " أي اشتدت عليه آلام الحمى في مرضه الأخير الذي توفي فيه، " فقال: اتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا " هكذ الرواية بجزم " أكتب " لوقوعه في جواب الطلب. أي أحضروا لدي أدوات الكتابة من قلم وقرطاس

1 / 208