إليه وتعاطاه من أمر الخلافة بعده، وأما عمرو بن العاص فقد كان فيمن سعى في قتله والتأليب عليه.
ونقم عليه أنه عزله عن مصر واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان أخا لعثمان من الرضاعة، ولذلك قال وقد بلغه أنه محصور وكان بمصر: أنا أبو عبد الله، والله ما نكأت قرحة إلا أدميتها.
ثم جاءه الخبر بأن الناس بايعوا عليا عليه السلام فقال: الخلافة والنبوة في بيت واحد! والله لا نقر على هذا.
فخرج فلحق بمعاوية إذ علم أنه لا يتهيأ له عند علي عليه السلام ما يريده، ولم يأمنه على نفسه لما تقدم من سوء فعله (1).
[الرجوع إلى عثمان]
فقد جاء أن عثمان لما كثر إنكار الناس عليه أفعاله، وانتهى ذلك إليه وتخوف الأمر فيه، أرسل إلى خاصته من عمال البلدان: إذا حضر الحج في الموسم فاخرجوا.
فخرجوا يريدون الحج ويجتمعوا عنده، فاجتمع إليه معاوية وهو عامله على الشام، وسعد بن العاص وهو يومئذ عامله على الكوفة، وعبد الله بن أبي سرح وهو يومئذ عامله على مصر، وعبد الله بن عامر بن كريز وهو يومئذ عامله على البصرة، وعمرو بن العاص وليس على عمل.
فقال لهم: أشيروا علي فإن الناس قد أكثروا في.
فبدرهم سعيد فقال: إن الناس قد تفرقوا فتحدثوا وأيسروا فبطروا وطعنوا، فجهز بعوثهم حتى تكون دبرة في ظهر أحدهم أهم إليه من ذمك والتفرغ إلى عيبك.
صفحه ۲۶۸