فلما لم يجدا فيها حيلة قاما من عندها وتمثل مروان:
حرق قيس على البلاد
حتى إذا اشتعلت أجذما
فسمعته فقالت: ارجع أيها المتمثل، فرجع وبين يديها غرائر تغرى لها فقالت: قد سمعت ما قلت، أتراني في شك من صاحبك؟ والله الذي نفس عائشة بيده لوددت أنه في غرارة من غرائري هذه مخيطا عليه احتمله معي حتى أقذفه في البحر.
قال لها مروان: قد والله بينت.
قالت: هو ذلك، فاذهب على ذلك.
ثم خرجت حتى إذا كانت بالصلصل (1) مر بها عبد الله بن عباس وقد خرج يقيم الحج للناس فقالت: يا ابن عباس إنك قد أعطيت لسانا وعقلا وعلما، وإني أناشدك الله أن تدفع عن هذه الطاغية غدا في الموسم إذا لقيت الناس.
ثم مضت فلما قضت حجها أتاها الخبر أنه قتل فقال: إيها ذا الاصبع، تعني طلحة وأقبلت حتى إذا كانت بسرف (2) لقيها عبيد الله بن سلامة الليثي مقبلا من المدينة فقالت: ويلك ما وراءك؟
فقال: اجتمع الناس على علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقالت: والله لوددت أن هذه وقعت على هذه- تعني السماء على الأرض- ولم يكن ذلك.
ثم رجعت إلى مكة وأتاها طلحة والزبير اللذان سعيا في قتله، فخرجا بها يطلبان بدمه (3).
صفحه ۲۵۰