المسلمين صبرا، فإن يكن عند الناس تغيير وإلا فإني أسأل الله أن يقبضني إليه.
قال الحسن: فو الله ما صلينا العصر حتى مات رحمه الله.
وكان حجر من فضلاء الصحابة، ولم يقتل في الإسلام مسلما صبرا قبله، وأسروا أصحابه وحملوا إلى معاوية مصفدين (1)، فلما قربوا منه قال: لا أرى معاوية إلا قاتلي فادفنوني في مكاني ولا تطلقوا عني الحديد، فإني لاق معاوية على الجادة (2).
قيل: إن معاوية قتله هو وأصحابه في بستان (3)، فجفت البستان من يوم قتل، وكان من أصحاب علي.
وقيل: إن معاوية دخل بعد قتله إياه على عائشة فقالت: تدخل علي وقد قتلت حجرا وأصحابه، أما خفت أن أقعد لك رجلا ليقتلك؟
فقال لها معاوية: لا أخاف ذلك، لأني في دار أمان، ولكن كيف أنا لك في حوائجك؟
قالت: صالح.
قال: فدعيني وإياهم حتى نلتقي عند الله.
قالت: وكيف أدعك وقد أحدثت مثل هذا الحدث وغيرت حكم رسول الله صلى الله عليه وآله [وقد] قال: «الولد للفراش» فنفيت زيادا عمن ولد على فراشه، ونسبته إلى أبيك، ووليت يزيد برأي نفسك.
قال: يا أم المؤمنين أما إذا أبيت فإني لو لم أقتل حجرا لقتل بيني وبينه خلق كثير، وأما زياد فإن أبي عهد إلي فيه، وأما يزيد فإني رأيته أحق الناس بهذا الأمر فوليته.
صفحه ۲۳۵