223

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرها

يعني هذا ومضى بينهما فقال: كل شيء أعطيته للحسن فهو تحت قدمي (1).

غلب على لسانه ما كان يعتقده من النكث به والبغي عليه، فلم يزل يكيده المكائدة ويبغيه الغوائل ويدس إليه من يسمه، إلى أن بلغه أن شجر بينه وبين امرأته جعدة بنت أشعث بن قيس شر، وأنه قلاها وأراد أن يطلقها، فأرسل معاوية إليها بسم لتسقيه الحسن، وبمال أرضاها به، ووعدها أن يزوجها ابنه يزيد، فرغبت في ذلك منه وآثرت موت الحسن لتريه، ولئلا يطلقها فيلزمها عار الطلاق، فسقته ذلك السم فعمل فيه.

فيقال: إنه خرج يوما على من عنده من أصحابه وهو عليل فقال: «والله ما خرجت إليكم حتى ألقيت من كبدي طائفة أقلتها بعود، ولقد سقيت السم مرارا فما كان بأعظم علي من هذه المرة».

فقيل: ومن يك يا ابن رسول الله؟

قال: «وما تريدون من ذلك؟».

قالوا: نطلبه بك.

قال: «إنكم لا تقدرون عليه ولكن الله بيني وبينه وعلم من حيث أتى».

ومات من ذلك صلوات الله عليه (2).

وأسند الإمامة إلى أخيه الحسين عليه السلام فقام بها من بعده، وسنذكر بعد هذا خبره في موضعه إن شاء الله تعالى.

وروي عن الأسود: أنه دخل يوما على عائشة، ومعاوية لعنة الله يحارب عليا عليه السلام فقال: يا أم المؤمنين أما تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع بالخلافة رجلا من أهل بدر؟

صفحه ۲۲۸