222

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرها

معاوية وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين » (1)(2) وأشار إلى معاوية.

وعلم عليه السلام أن الذي غلب عليه معاوية من أمر الدنيا، فسلمه إليه لا ينقصه شيئا من كراهة الله عز وجل إياه، ولا يزيل من بعد يده ما جعل له من الإمامة، فأقام على ما فرض الله تعالى من حملها والقيام لمن تمسك به من الأمة بها، وكان ما أعطاه معاوية الحسن عليه السلام من العهد بلسانه وهو ينطوي على النكث به، يدل على ذلك قوله لما دخل المدينة ودخل دار عثمان يسلم على أهله ودخل معه الحسن والحسين صلوات الله عليهما، فلما رأتهما عائشة بنت عثمان أعولت وقالت: وآثار والداه.

فلما انصرف الناس من عند معاوية دعا لها خاليا فقال: يا بنت أخي إن هؤلاء أعطونا سلطانا وأعطيناهم أمانا وأظهرنا لهم حلما تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد وابتعنا منهم هذا بهذا، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا شحوا على حقهم ومعهم سيوفهم وهم يرون مكان شيعتهم، وإن نكثنا بهم نكثوا بنا ولم ندر أعلينا تكون الدائرة أم لنا، ولأن تكوني بنت عم أمير المؤمنين خير لك من أن تكوني امرأة من سائر نساء المسلمين (3).

وكان اجتماعه مع معاوية بمسكن (4) من أرض الكوفة، وخطب معاوية الناس يومئذ فأراد أن يقول في خطبته: كل شيء كان بيني وبين الحسن فهو تحت قدمي.

صفحه ۲۲۷