المناقب والمثالب

القاضی نعمان d. 363 AH
187

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرها

أحد يذكر ذلك غيرهم.

فقال طلحة: وا ثكلاه، ألم تخبرني يا حمران بكيت وكيت!

فقال حمران: نعم، وهو كما أخبرتك والله أحق أن يؤثرنا.

فاستحى عثمان من طلحة وغضب على حمران وحلف ألا يقيم معه ببلد، فارتحل حمران إلى البصرة (1) وسمع الرهط الذين أتوا يشكون بالخبر، فأتوا إلى عثمان فحذف قول حمران وقال: أنتم مدعون فأقيموا بينة من غيركم.

فأتوه من الشهود بما لم يجد فيه مقالا، فعند ذلك عزله وأمر بإقامة الحد عليه، وولى مكانه سعيد بن العاص فعمل على الكوفة ست سنين، وكانت سيرته أسوأ من سيرة الوليد، وكان يقال: أول ما فعله لما وصل إلى الكوفة أن دخل المسجد راكبا حتى أتى المنبر، فدعى بجرة من ماء وقال: اغسلوه، فغسل المنبر وهو واقف على دابته ثم صعد المنبر فخطبهم.

ولما أكثروا على عثمان الشكوى فيه كتب إليه بالقدوم، فقدم معه بقوم قد أرضاهم ليذكروه بخير ففعلوا، فرده عثمان وانتهى الخبر إلى أهل الكوفة بانصرافه ، فقام الأشتر النخعي فصعد منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

إنكم معشر العرب كنتم شر الناس دينا ودنيا وعيشا، يغذو الرجل منكم كلبه ويقتل ولده ويغير على جاره ويرجع وقد أغير على أهله، حتى بعث الله فيكم رسوله محمدا صلى الله عليه وآله وأنزل عليه كتابا حلل فيه الحلال وحرم فيه الحرام، وسن فيه السنن،

صفحه ۱۹۲