المناقب والمثالب

القاضی نعمان d. 363 AH
137

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرها

فأخذها منها ومضى إلى المغنم فرمى بها فيه (1).

وأصاب يوم مؤتة فصا، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله فتركه له.

فأين من تحرج ممن أظهر الإسلام من بني أمية هذا التحرج أو تنزه هذه التنزه؟

فأما جزالته وبلاغته على ما فيه من الضعف فقد قيل: إنه جاء عليا عليه السلام فسأله أن يعطيه، فأعطاه عطاءه فقال: لا يقوم بي هذا.

فأعطاه من عطائه صدرا فلم يرضه، وأعطاه من عطاء الحسن والحسين عليه السلام، فاستقل ذلك وقال: علي دين.

قال له: «نكتب لك إلى ينبع فتعطى».

فقال عقيل: وما عسى أن تعطيني من ينبع، والله لأذهبن إلى رجل يعطيني.

فلحق بمعاوية فسر معاوية لقدومه عليه وجمع أهل الشام وقال: هذا أخو علي قد رغب عنه وأتانا، وأدخله إليه بحضرتهم فقال: يا أبا يزيد أجئتنا محبة لنا وإيثارا، فنحن أحب إليك من علي

فقال علي أحب نفسه وآثر لما عند ربه فلم يرضنا ذلك منه، فأتيناك لعلمنا بخلاف ذلك عندك، فعلي خير لنفسه منك وأنت لنا خير من علي.

فسكت عنه معاوية ورأى أن ذلك يجوز على أهل الشام، ورآهم يتغامزون ويبتسمون، فعلم أنهم قد علموا ما قال.

فقال: فانصرف إذا يا أبا يزيد إلى علي.

فقال: خير من انصرفت إليه، فو الله لقد جئت إليه فما أصبت من دينه وجئتك فما أصبت من دنياك.

قال: فإنا نصيبك منها.

قال: ما تصيبني منها إلا والذي تصيب من دينك أكثر.

صفحه ۱۴۲