وان بلادك ستخرب ويتمزق أهلها، وأني رأيت أمرأة من قومك من حجور - وهو بطن من حضرموت - تتعرض للكهانة، وسينفذ قولها من بعدي، فتزوجها وأحذر أن تفوتك. ففعل عمرو ذلك وتزوجها وكان أسمها طريفة بنت الخير، وقيل إنها التي حنكت سطحيا الكاهن الديني، فكانت أحيانا تخرج الى الحدائق متنزهة، فخرجت ومعها وصائف لها، فرأت ثلاث مناجد، والمناجد دواب كاليرابيعلا عيون لهن، منتصبات وأيديهن على مواضع عيونهن، ثم ولين وجعلن يشخبن بأبوالهن، ثم مرت بخليج يسقي حديقة، وقد وثبت منه سلحفاة، فوقعت على التراب على ظهرها، وهي تريد الانقلاب ولا تقدر، وكلما أضطربت حثت التراب على رأسها وبطنها، ثم رأت شجر الحديقة يضطرب ويتكفأ في ساعة لا ريح فيها، فاتت بعلها عمرا الملك، فأخبرته بخراب السد وتفرق الأزد إشارة ولحنا. فقال: بيني ما تقولين، وكان عنده قينات له، فقالت: الزهر ذو الوان، والصمت خير من البيان. فصرف القينات عنه، وقال: ما هذا يا بنت الخير؟ فقالت: أخبرتني الناجد بسنين الشدائد، يقطع فيها الولد حق الوالد، وبأمور جسيمة، ورزية عظيمة، الويل الويل من ذهاب السيل، وتفرق الاحباب والخيل والركاب، من أجل فيض منساب. قال: ومتى يكون ذلك؟ قالت: فيما بينك وبين سبع
صفحه ۸۹