نقطع بصحة ما ذكروه فيه ولو التزمنا لكل ما أدعي له إنه كان ملكا وذكر الشعراء إنه كان متوجا لعلو المنزله وعظم الشأن بمجرد الاسم وشواهد الشعر خاصة من غير كشف لاحوالهم ولا فحص عن أمورهم ولا أستيضاح لسيرهم وأقدارهم للزمنا أن نسوي في المنزلة بين كسرى والسمؤل وقيص وأكيدر دومة الجندل وبين أمرئ القيس الشاعر وتبع وفرعون ويحيى بن أخطب رأس اليهود بخيبر لاشتراكهم جميعا في مجرد الاسم وهذا غاية الجهل فعدلنا عن ذلك الى النظر فيما دلت عليه الاخبار ونقله الرواة. وتضمنته السير من أحاديثهم وأخبارهم وأحوالهم الدالة على أقدارهم لنستدل بذلك على حقائق منازلهم وحد ملكهم وقدر أتساع ممالكهم وما طالت اليه أيديهم من قهر أعدائهم لنطلع بالخبر المأثور على حقائق الامور.
ملوك آل نصر في حيره
ولم يكن من ملوك العرب بعد التبيعة، فانهم نالوا من العز مبلغا أستحقوا
به التسمية بالملك رفع قدرا وأبقى على الالسنة ذكر من آل نصر 28 ملوك الرب بالعراق خصوصا النعمان الاصغر بن المنذر الاصغر فانه كان أخر أهل بيته زمانا وأقربهم عهدا وأنبههم ذكرا وأخفهم على
صفحه ۸۶