مطأطئ الرأس، فيكتب جواب كتبهم، فربما أَملين عليه الشيءَ من المنكر، فلا يكتبه لهن.
قال المرُّوذي: قال لي أبو سِراج بن خُزيمة: كنا مع أبي عبد الله في الكتّاب، فكان النساء يبعثن إلى المعلم: ابعث إلينا بابن حنبل ليكتب جوابَ كتبهم، فكان إذا دخل إليهن لا يرفع رأسه ينظر إليهن. قال أبو سراج: فقال أبي- وذكره- فجعل يعجب من أدبه، وحسن طريقته. فقال لنا ذات يوم: أنا أُنفق على ولدي وأجيئُهم بالمؤدبين على أن يتأَدبوا فما أراهم يُفلِحون، وهذا أَحمد بن حنبل غلام يتيم، انظر كيف يخرج!! وجعل يعجب.
قال أبو بكر المرُّوذي: وقال لي أبو عبد الله: كنتُ وأنا غُليم أختلف إلى الكتّاب، ثم اختلفت إلى الديوان وأَنا ابن أَربع عشرة سنة.
قال الخلال: وحدثنا محمد بن علي، قال: حدثني أبو المُنَبِّه جارنا: قال: أول شيءٍ عُرف من أحمد بن حنبل، أن عمه كتب جواب كتاب بعث به السلطان، فدفعه إلى أحمد بن حنبل يدفعه إلى الرسول، فلم يدفعه أَحمد
1 / 23